نون - إن الأحلام هي إحدى الوسائل التي يعبّر بها العقل الباطن عن مكنوناته ومشاعره التي قد لا نكون على وعيٍ تام بها أثناء يقظتنا. والضحك في الأحلام يمكن أن تكون له معانٍ متعددة، تختلف باختلاف سياق الحُلم والأحداث المرتبطة به. في العديد من الثقافات، يُنظر إلى الضحك كرمز للفرح والسعادة وتحرير الضغوط والتوترات. لكن في بعض الأحيان، قد يشير الضحك أيضاً إلى السخرية أو التغافل عن بعض الحقائق المهمة؛ فالضحك الخفيف والمبهج قد يشير إلى الراحة النفسية والتوازن العاطفي، بينما الضحك الساخر أو الهستيري، قد يدل على عدم الاستقرار العاطفي أو حتى النكران لبعض الجوانب الصعبة في حياة الحالم. ابن سيرين تناول تفسير حُلم الضحك لفهم دلالات هذا الحُلم وكيفية تأثيره على الحياة اليومية.

دلالات حُلم الضحك في المنام لابن سيرين
فسّر ابن سيرين رؤية الضحك بهدوء في المنام بأنها تشير إلى قدوم الخير وإقبال البشارات الطيبة والفرح للرائي. وتشير إلى التغيّرات الإيجابية التي ستشهدها حياة الرائي. ورؤية الضحك في المنام دلالة على نجاح الرائي في حياته العملية والوصول لأعلى المناصب. ومَن رأى أنه يضحك بصوت عالٍ في الحُلم؛ فذلك دليل على كثرة المشاكل التي تواجهه في حياته. ورؤية الضحك نتيجة الممازحة في المنام، تدلّ على أن الممازح قليل المروءة. ومَن يرى أنه يضحك من دون صوت عالٍ وهو مجرد ابتسامة؛ فهي تشير إلى السرور والسعادة، وتدلّ على البشائر بغلام صالح؛ لقول الله تعالى: “فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ". ورؤية الشخص للضحك في المنام، تدل على حدوث متاعب وحزن وهَم. أما مَن يرى أنه يضحك ضحك الاستهزاء؛ فهذا يدل على الآمال المخيَّبة التي يعيشها الشخص المستهزئ، وقد تكون إشارة إلى الإصابة بالمرض.

وإذا رأت الفتاة أنها تضحك في المنام من دون قهقهة وصوت عالٍ؛ فهذا يدل على النجاح والسعادة التي ستنالهما في القريب، أما إن كان الضحك شديداً وبصوت عالٍ، دل ذلك على مشاكل سوف تقع فيها، وستتسبب في حزنها ونكدها. وإذا رأت أنها تضحك مع شخص تحبه؛ فإن كان الضحك من دون صوت، كانت بشرى بارتباطها القريب بهذا الشخص وسعادتها معه. أما إذا رأت أنها تضحك معه بصوت عالٍ؛ فذلك يدل على أنهما سينفصلان عن بعضهما قريباً. ويرمز الضحك في المنام للفتاة، إلى انفراج كَربها، إذا كانت تضع يدها على فمها في الحُلم وهي تضحك. وإذا رأت الفتاة أنها تضحك بصوت مكتوم في المنام؛ فهي تتصف بالحياء والخلق الرفيع. ويرمز الضحك بصوت عالٍ للفتاة في المنام، إلى ارتكاب الكثير من المعاصي والذنوب والأخطاء، والحلم يشير إلى مواجهة الكثير من المشاكل والمتاعب والضغوطات النفسية والمادية.
ورؤية الضحك في المنام للمتزوجة تدلّ على حملها القريب بعد طول انتظار، وإذا رأت المرأة المتزوجة أنها تضحك بصوت مرتفع في الحُلم؛ فذلك دليل على حزنها على شخص من العائلة، وتشير إلى تعرُّضها للخيانة من قِبل زوجها. وحُلم الضحك بصوت منخفض للمتزوجة، يدلّ على الاستقرار في زواجها وذهاب المشاكل من بيتها. وحُلم البكاء من الضحك للمتزوجة، يدلّ على مرضها وشفائها إن شاء الله تعالى. ويرمز الضحك في حُلم المتزوجة إلى زيادة حصولها على المال، وبالتالي تحسُّن وضعها المادي. وتبشرها بتفريج كربها وتيسير أمورها المتعسرة. والضحك بصمت في حُلم المرأة المتزوجة، قد يعبّر عن التزامات دينية قد تكون قصّرت فيها، كعدم الصيام أثناء رمضان. بينما يوحي إخفاء الوجه أثناء الضحك، بنجاحها وقدرتها على تحقيق أهدافها وأمانيها. ويرمز ضحك المتزوجة على زوجها في المنام، إلى كثرة الذنوب والمعاصي التي ترتكبها الحالمة؛ فضلاً عن ميلها للتكبُّر والغرور والاستعلاء على زوجها، ورغبتها بالتسلُّط والسيطرة عليه، بالإضافة إلى الاستقواء على الناس الضعفاء.
وحُلم الرجل بأنه يضحك في المنام بوقار وصوت منخفض، يرمز إلى قدوم الخير إليه. أما مَن يحلُم بأنه يضحك بسخرية؛ فإن الحُلم معناه حدوث عدد من العواقب في حياته. وحُلم الرجل بأنه يوجد في مجلس ممتلئ بالضحك؛ فإن الحُلم يرمز إلى غفلته. وعندما يحلُم الأعزب بأن هناك امرأة تبتسم له؛ فذلك يبشره باقتراب زواجه. وحُلم الضحك في المنام للرجل مع عدوٍّ؛ فذلك إشارة إلى انتهاء العداوة بينهما، والقدرة على تجاوز الخلافات والمشاكل. ورؤية الحالم يضحك في المنام وهو حزين؛ فهي بشارة بالفرح في الدنيا. والضحك في منام المريض بشارة بالشفاء القريب واسترداد الصحة والعافية. ومشاهدة السجين يضحك في منامه ويبكي، دﻻلة على ظهور الحق ورفع الظلم عنه وإطﻻق سراحه بعد ثبوت براءته. والضحك في منام الرجال بمكان العمل، قد يرمز إلى الاستغناء عن الرائي في شغله وترك وظيفته بسبب إهمال دوره. والرائي إذا كان يعمل في التجارة وشاهد نفسه وهو يضحك في الحُلم؛ فإن ذلك يرمز إلى تحقيق الأرباح والمكاسب.